نيابة عن ذلك الرجل الذي يشبهني تماماً والتي كتبت لأجله هذه الحكاية !
أهدي معزوفة التشيلو إلى روحه المسافرة .
كان يرسل لها كلّ سنة تهنئة في عيد ميلادها
كان يتمنى أن تعود له ولو لدقيقتين ..
كان يريد فقط أن يبكي ابتسامتها الواسعة ويبارك لها عمرها الجديد … وترحل !
فعل ذلك طيلة تلك السنوات – المقابر – التي قضاها في الانتظار ..
مرت الأيام والسنون دونما حراك،
ثم في ليلة عيد ميلادها – التي أرادت أن تفاجئه بعودتها إليه – ( مــات )
وقد اشترى باقة ورد كبيرة – لأجلها – قرر أن يوزعها على التعساء في صبيحة اليوم التالي،
( كما كُتب بالضبط على البطاقة الصفراء : “هدية للتعساء من حبيبتي” )
ويبدو أن الورد بكى من الحكاية .. فذبل قبل أن تأتي .
كان يحبها جداً
ويكرهها جداً
كانت الأنثى الوحيدة التي قبّلها!
وكانت هي الوحيدة أيضاً التي اختارها أماً لبنته الصغيرة .
ما يؤذيه أكثر الوقت : أن النسيان هرب منه، و كلّ أمنية فكّر بها انتحرت .
لم يكن يتوقع أبداً أنها ستعود،
كان بإمكانه أن يرشو الموت ببضع دمعات ورسائل لم تصل ليتركه لها و للخلود!
ليعوض انكساره السرمديّ بحب سرمديّ..
لم يتخيل يوماً أن موته سيصبح أقرب من حلمه
كان يخبر نفسه دائماً أنه مات منذ عشرين سنة بدءًا من الليلة التي تركته فيها .
وأن حياته هذه ماهي إلا رحلة خريف طويل أبى أن ينتهي ،
كان وفياً جداً لدرجة أنه يحتفل بميلادها بينه وبين نفسه .
يشتري الكعكة / يغني بصوته المتكسّر.. يشعل الشموع حتى تُطفأ من تلقاء نفسها .
يفرح في تمام الثانية عشرة صباحاً وفي الدقيقة الثانية يتعكّر!
حتى آمن أنها : هي من نفثت
هي من غنت
هي من صفقت
هي من رقصت
هي من ضمته من خلفه وقالت له : أحبك، ليشعر أنه الرجل الأخير .
لم يتحقق ذلك الحلم
كل ما كان يريده : أن يموت بعدها
بعد أن يزف الورود إلى قبرها ، و يموت .
لأجل هذه الحكاية صار الخريف يستمر طويلاً وكل الورود في ليلة ميلادها تأن..
وتتكرر الحكاية …
وفي يوم ميلادها : ينتظرها دائماً عند سور المقبرة.
معاوية بابطين
٣٠ كانون الثاني ٢٠١٤
3 ردود على "حكاية الخريف الطويل"
أكتب رد انقر هنا لإلغاء الرد.
لقطة!
ربما حملت ديواناً لشاعرٍ قديم ، و قلت سكرت ! صدقي شراب
لأن الله لا ينسى .. أنا أنسى ، وموعدنا القيامة . معاوية بابطين
هي الإنجليزية -قاتلها الله- معضلتي مع الجميلات! معاوية بابطين
أرفعُ القبّعة ، فمِن عامين طويلين لم أرَ رقصةً ممتعة! صدقي شراب
تذكّر أن : شهرة َ يوم ، احتراقٌ لألف سنة قادمة ! معاوية بابطين
“يفرح في تمام الثانية عشرة صباحاً وفي الدقيقة الثانية يتعكّر!”
مؤلم يا معاوية
مؤلم
نص فظيع
لا أعلم هل أبكي روح الرجل أم أبكي جسده
أنت كيان
لا يرى الحياة إلا بها
وحين ابتسمت الحياة ووهبتهُ مايريد
سلبت مِنْهُ ذاته
دُمْت بِود عزيزي معاويه
اثير خالد .